تشكل الجمهورية الإسلامية الموريتانية "أرض لقاء" فرضت نفسها عبر القرون "كهمزة وصل بين افريقيا البيضاء وافريقيا السوداء"، جسر بين هذين العالمين. يحدها المحيط الأطلسي غربا على مدى 700كم من الشواطئ، والجزائر والصحراء الغربية شرقا، وجهورية مالي شمالا، أما جنوبا فتحدها جمهورية مالي وجمهورية السنغال.
الإسم | الجمهورية الإسلامية الموريتانية |
العاصمة | نواكشوط |
العملة | أوقية |
المنطقة الزمنية | توقيت جرينتش |
معطيات اساسية
4,42
مليون نسمة
4,29
نسمة في الكم2
2,7 %
نسبة نمو السكان
63 سنة
متوسط العمر
228,4 مليار اوقية
إجمالي الناتج المحلي
+6,3 %
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي
العلم الوطني
الرمز الوطني للجمهورية الإسلامية الموريتانية هو علم يحمل رسم هلال ونجم ذهبيي اللون على خلفية خضراء وعلى جانبيه شريط أفقي مستطيل أحمر اللون. يحدد القانون البيانات الوصفية وخصائص العلم الوطني.
ختم الدولة
يحمل ختم الدولة هلالا ونجمة أصفران، ويحمل وبصورة مجسمة في جانبه الأيسر نخلة باللون الأصفر، وفي الجانب الأيمن فسيلة مخن سنابلها معكوفة. تحبط بالجميع دائرة باللون الأحمر كتب فيها من الأعلى بشكل نصف دائري باللغة العربية وبخط موريتانيا عبارة "الجمهورية الإسلامية الموريتانية" ومن الأسفل بشكل مكمل للدائرة باللغة الفرنسية REPUBLIQUE ISLAMIQUE DE MAURITANIE بحروف كبيرة.
النشيد الوطني
تغير النشيد الوطني الموريتاني في أغسطس 2017 إثر مراجعة للدستور وتم اعتماد النشيد الجديد من طرف الجمعية الوطنية في شهر نوفمبر 2017. ألفت النشيد الوطني الجديد لجنة من الشعراء اختارت كلماته بعناية لتنعش روح الحماس وحب الوطن والدفاع عنه كما أنها تشيد بالقيم الموريتانية كتراث مشترك ودعامة للتنمية الوطنية.
الجغرافيا
تنعم موريتانيا بموقع جغرافي استراتيجي عند مفترق الطرق بين شمال افريقيا وافريقيا جنوب الصحراء وهي لذلك بلد صحراوي بنسبة 80% حيث لا تتعدى نسبة الأراضي الخصبة 0.2% من المساحة الاجمالية. تتكون التضاريس وسط وشمال البلد من مرتفعات لعصابة وتكانت وآدرار الجبلية التي يبلغ ارتفاعها 400 و500 متر على التوالي بينما تصل أعلى قمة في البلد إلى ارتفاع 917 متر وهي كدية اجيل. وباستثناء سهل نهر السنغال الممتد عل طول 10 إلى 25 كم فإن بقية مساحة البلد تتكون من كثبان رملية. يخلو ربع مساحة البلد من الجهة الشمالية الشرقية تماما من الساكنة بسبب شح المياه. تتمتع موريتانيا بمناخ ساحلي صحراوي جاف عموما ولكنه أكثر اعتدالا في المناطق الساحلية كما أن التساقطات المطرية غير منتظمة وتتفاوت كمياتها من منطقة إلى أخرى. تعرف المناطق الشرقية المعروفة بالجفاف الشديد تباينا كبيرا في درجات الحرارة حيث تتعاقب أيام الصيف الحارقة وليالي الشتاء الباردة. يتراوح متوسط درجات الحرارة بين 21.9 و35.2 درجة مئوية. يعبر موريتانيا نهر واحد هو نهر السنغال الذي يشكل حدودا طبيعية مع جمهورية السنغال وعرضه من 1 إلى 2.5 كيلومتر. تشكل الزراعة والتنمية أهم موارد موريتانيا الطبيعية إلى جانب الصيد والمعادن. تحتل المحاصيل الغذائية كالدخن والذرة والأرز والتمور المرتبة الأولى بالنسبة للزراعة بينما تشكل تنمية الأبقار والأغنام والإبل قطاعا مربحا أساسيا على المستوى الوطني. يمتهن الصيد التقليدي والصناعي على طول الشواطئ الموريتانية الممتدة على كدى 750 كيلومتر. ومن ناحية أخرى تعتبر الصناعات الاستخراجية من أهم موارد البلد حيث تزخر التربة والمياه الموريتانية بالحديد والجبس والذهب النفط.
21,9° - 35,2°
معدل درجة الحرارة
917 م
أقصى ارتفاع
-3 م
أدنى ارتفاع
21.0079° N
خط العرض
10.9408°
خط الطول
السكان والثقافة
يقدر عدد سكان موريتانيا ب 4.42 مليون نسمة يبلغ 44.2% منها أقل من 15 سنة بينما تتراوح أعمار 50.2% منها ما بين 15 و64 سنة ولذلك فإنها تعتبر دولة شابة. يمتلك الشعب الموريتاني العديد من القيم الثقافية المشتركة مثل الوحدة والتعاون والوطنية والمرونة والقدرة على الصمود. تلعب اللغة العربية دورا هاما في موريتانيا كلغة رسمية للبلد ولغة وطنية أيضا إلى جانب ثلاث لغات وطنية أخرى هي البولارية والسوننكية والولفية. يشكل تنوع الثقافة الموريتانية مصدرا كبيرا لبناء وتطوير طرق جديدة للتعاون واستراتيجيات مبدعة للعيش المشترك في فضاءات تطبعها الحركية بشكل كبير. من ناحية أخرى، تمتلك موريتانيا كنزا عريقا من الفنون الجميلة المتنوعة من انتاج صناع وحرفيين تميزوا دائما بعبقرية فريدة وابداع كبير يتجليان في عمق أعمالهم مما اكسبهم سمعة جيدة على المستوى الدولي.
التاريخ
يطلق اسم موريتانيا على فضاء جغرافي تقطنه مجموعات بشرية متنوعة تتحدث لغات متعددة هي العربية والبولارية والسوننكية والولفية لم يكتمل تشكل حدوده السياسية الحالية مثل غيره من الدول الافريقية وخصائصه الإقليمية إلا أثناء فترة الاستعمار. نظرا لتاريخها العريق الغني، فقد استطاعت موريتانيا أن تفرض وجودها عبر العصور كنوع من ملتقى الطرق، "كأرض التقاء" حقيقية بين "افريقيا البيضاء وافريقيا السوداء" مهد الاستعمار الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر لإدخال اللغة والثقافية الفرنسية إليها عبر جسر المدرسة النظامية. رغم تعاقب وتلاحم حضارات عديدة ومتنوعة في الفضاء الموريتاني فإن تاريخ البلد كما نعرفه اليوم يظل مرتبطا إلى حد كبير بخصوصيتها المناخية حيث أن مناخ الصحراء والتغيرات المختلفة التي عرفها كانت وراء رسم الحدود الزمنية للحضارات الكبيرة التي عرفها هذا الفضاء. كان البرتغاليون في طليعة الأوروبيين الذين وصلوا إلى أرض موريتانيا سنة 1448-1449 يتبعهم الإسبان سنة 1580 ليطردهم الهولنديون لاحقا ويصبحوا أسياد تجارة الصمغ العربي. استولى لاحقا الفرنسيون الموجودون أصلا في سينت لويس ثم الانجليز على المكاتب التجارية الهولندية قبل أن يسترجعها الفرنسيون نهائيا سنة 1814 على خلفية اتفاق باريس. أصبحت موريتانيا مستعمرة فرنسية ملحقة بدول غرب افريقيا الفرنسية سنة 1920 ولكن السيطرة الاستعمارية ظلت ضعيفة على أرض الواقع حتى أعلنت موريتانيا إقليما من أقاليم ما وراء البحار الفرنسية سنة 1946 تمهيدا لمسلسل إنهاء الاستعمار الذي سيجعل منها جمهورية مستقلة. لم يظهر اهتمام القوة الاستعمارية الفرنسية بالفضاء الموريتاني إلا متأخرا وذلك أساسا بسبب موقعها الاستراتيجي كنقطة وصل بين المغرب والجزائر ودول غرب افريقيا الفرنسية وليس من اجل الموارد التي تحتوي عليها. من الناحية السياسية كانت موريتانيا تنتمي إلى دول غرب افريقيا الفرنسية في إطار "الاتحاد الفرنسي" الذي وضعته الجمهورية الرابعة رغم أن سيطرة المستعمر على السكان لم تكتمل أبدا على أرض الواقع. أفضت فترة الاستعمار إلى استقلال "الجمهورية الإسلامية الموريتانية" في 28 نوفمبر 1960. بعد الاستقلال مباشرة برزت في موريتانيا هيئات سياسية تتقمص النموذج الغربي الذي يعتمد على ثالوث الدولة/الأمة/الحوزة الترابية ولذلك تجسدت اكراهات النظام الجديد آنذاك في قضيتين أساسيتين هما "بناء دولة وصنع أمة". وما زالت أهم التحديات التي تواجه موريتانيا حتى اليوم هي تحقيق الوحدة الوطنية ومكافحة تفكك مجتمع في ذروة التطور والبحث عن توازن جديد يحافظ على جوهر القيم الأخلاقية التقليدية. في أغسطس 2019، انتخب الرئيس محمد الشيخ الغزواني لمأمورية مدتها خمس سنوات انتهى عامها الأول لتوه. تسترشد هذه المأمورية ببرنامج طموح، تعهداتي، يهدف أساسا إلى الدفع بموريتانيا على طريق التقدم عبر التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلد وتوطيد الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار.
النظام السياسي
أعلنت جمعية تأسيسية استقلال موريتانيا الذاتي يوم 28 نوفمبر 1958 لتم لاحقا التصويت على أول دستور للبلاد وإعلانه يوم 22 مارس 1959. أعلن استقلال الجمهورية الاسلامية الموريتانية يوم 28 نوفمبر 1960.
عاشت موريتانيا فترة استثنائية من 1978 إلى 1990 وضعت بعدها دستورا يكرس الديمقراطية التعددية يوم 20 يوليو 1991. يكرس هذا الدستور ومراجعاته سنة 2006 (القانون الدستوري رقم 2006-14 بتاريخ 12 يوليو 2006) وسنة 2012 (القانون الدستوري رقم 2012-015 بتاريخ 20 مارس 2012) وأخيرا سنة 2017 (القانون الدستوري رقم 2017-021 والقانون الدستوري رقم 2017-022 بتاريخ 15 اغسطس 2017) أسس نظام ديموقراطي تعددي، وينشأ التعددية الحزبية كما يضمن الحريات العامة والفردية ويكفل الحقوق الأساسية للمواطنين.